بحضور عدد من رجال السلك الدبلوماسي، والوزراء والمهتمين بالتراث ومجموعة من المعماريين واﻹعلاميين، وعلى انغام الفجري وصوت النهام قام مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث برئاسة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بتدشين بيت النوخذة بمدينة المحرق مساء يوم السبت الماضي، ليكون بذلك أول بيت يتم افتتاحه على مسار مشروع طريق اللؤلؤ بدعم من شركة فهد بن عبدالرحمن محمد القصيبي..
ويعتبر بيت النوخذة بداية الانطلاقة لسلسلة من البيوت التراثية والتاريخية التي شهدت أهم الحقب الزمنية لمدينة المحرق، وتحديدًا لفترة الغوص وصيد اللؤلؤ التي تحمل إرثًا تاريخيًا واجتماعيًا، إلى جانب استحضار مراحل التطور الاقتصادي والنمط الحياتي لتلك الفترة. وقد تولّى مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث إحياء هذا البيت وترميمه، كنوع من التعاون مع المؤسسة الرسمية التي تتولى تنفيذ المشروع كاملا، حرصًا على نقل هذا الموروث التاريخي والحضاري، واستعادة حكاية الشخوص والملامح الحياتية للناس آنذاك.
ويؤرخ بيت النوخذة لشخص النوخذة وطبيعة عمله باعتباره سيد البحارة وقائد تجارة اللؤلؤ في المنطقة. ويشرح في معرض مفتوح من خلال هذا البيت تفاصيل حياة النوخذة وطبيعة المجالس والتجمعات التي يقيمها واﻵلية التي يدير فيها العملية الاقتصادية ويسير من خلالها اﻷمور المعيشية.
يشكل افتتاح بيت النوخذة حجر اﻷساس لافتتاح مسار سردي كامل، يتناول حكايات عديدة ويمر بالمغاصات والشواطئ إلى جانب مجموعة من العمارات والبيوت واﻷسواق. ويسلط الضوء على حكاية تجارة اللؤلؤ في استرجاع لهذه الذاكرة، وتحويل هذه الشواهد العمرانية إلى رحلة واقعية تحفظ هذه التفاصيل من الاندثار، وقد أكد مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث أن الاشتغال على هذا التاريخ هو توثيق لسيرة مدينة، وتفصيل للكثير من الوقائع والمراحل الماضية.